الأيقونة: تاريخ وعقيدة

تعريف الأيقونة: لُغَةً، هي كلمةٌ يونانيّة eikwvn، تعني "الصُّورة"، واصطِلاحًا، هي كُلُّ صورةٍ تُوَقَّر، سواءٌ مَثَّلَتِ السَّيِّدَ أو السَّيِّدَةَ أو أحدَ القِدِّيسِين، أو حادِثَةً وَرَدَتْ في الكِتابِ المُقَدَّس؛ وسَواءٌ صُنِعَتْ بالدِّهان أو من الفسيفساء أو من المعدن أو من العاج أو من النّسيج أو من الزُّجاج، أو صُوِّرَتْ في كِتاب، أو غيرِ ذلك.
اضطِهادٌ أَثْمَرَ لاهوتًا:
        عُرِفَ هذا الفَنُّ في الشَّرقِ المسيحيّ منذُ البداية: عَرَفَهُ الأقباطُ والسُّريانُ والأرمنُ والأثيوبيّون، كَما أنَّهُ تجلّى أكثرَ ما تجلّى، في رحابِ الإمبراطوريّة البيزنطيّة، وخصوصًا في مصر وسوريا، مُواكِبًا حركةَ الرَّهبنةِ الّتي ازدَهَرَتْ في هذين القُطرَين. ولا شَكَّ أَنَّ الغَربَ عَرَفَهُ أيضًا.
        إِلاّ أنَّ فنَّ الأيقونات مَرَّ، في الشَّرق، بِنَكْسَةٍ استمرَّت ما يَزِيدُ على قَرنٍ من الزَّمَن (730 - 843)؛ وذلك حين أمر الإمبراطور لاون الثّالث، بإنزالِ الأيقوناتِ وتحطيمِها. وتفاقَمَتِ الخِلافاتُ بينَ المؤيِّدِينَ والمُعارِضِين، وسقطَ الكثيرُ من الشُّهَداء، من الرُّهبانِ والعِلمانيِّين، وعُذِّبَ كثيرون. وَسُمِّيَتْ تِلكَ المرحلةُ من تاريخِ الكنيسة بِـ "حَربِ الأيقونات". وكان الانتصارُ الأوَّلُ لاستِقامةِ الرَّأي في المجمعِ المسكونيِّ السّابع، الّذي انعقدَ في مدينة نيقية عام 787. ولكنْ، لم يكنِ المُنتَهى، لأنَّ كَثِيرِينَ لم يَنصاعُوا لقراراتِ المجمعِ المقدَّس، واستَمَرَّتِ الاضطرابات، إلى عهدِ الإمبراطورة ثيوذورا الّتي أَمَرَتْ بِرَفْعِ الأيقوناتِ في الكنائسِ، وكان ذلك في 11 آذار عام 843، في الأحد الأوَّلِ من الصَّوم. ومنذ ذلك الحين، خُصِّصَ الأحدُ الأوّلُ من الصّومِ لإكرام الأيقونات، وَسُمِّيَ "أحدَ الأيقونات"، وَسُمِّيَ أيضًا "أحد الأُرثوذُكسيّة"، لأنَّهُ اعتُبِرَ انتِصارًا عامًّا على كُلِّ البِدَع.
        قبلَ حَربِ الأيقونات، لم يكن للمؤمنين فكرةٌ جليَّةٌ عن الصُّوَرِ المقدَّسة ولاهوتِها وأهمِّيَّتِها. فكانَ، نتيجةَ الصِّراع، أنْ راحَ المُلْهَمُونَ مِن كُتّابِ الكنيسةِ يشرَحُونَ عقيدَتَها وَيُوضِحُونَ كُلَّ ما يتعلَّقُ بِها مِن تقاليدَ وعادات.
        فما هُوَ لاهوتُ الأيقونة؟
لاهوتُ الأيقونة:
        نقرأُ في العهدِ القدِيم، في الأصحاحِ العشرين من سِفر الخُروج، ضِمنَ الوصيَّةِ الأُولى مِنَ الوَصايا العَشْر:
                "... لا تَصْنَعْ لكَ تِمثالاً مَنحُوتًا وَلا صُورَةً ما مِمّا في السَّماءِ مِن فَوق، وَما في الأرضِ مِن تحت، وَما في الماءِ مِن تحتِ الأَرض. لا تَسجُدْ لَهُنَّ وَلا تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أنا الرَّبَّ إلهَكَ إلهٌ غَيُورٌ..."
                                                                                (خر 4:20)
فنَظُنُّ أنّ اللهَ يَنْهى النّاسَ عن الأيقوناتِ نَهْيًا قاطِعًا. إِلاّ أنَّنا، إذا تابَعْنا القِراءةَ، في السِّفْرِ نَفْسِه، نَقرأُ في الأصحاحِ الخامس والعشرينَ مِنهُ، في سِياقِ أَمرِ اللهِ لِمُوسى أن يَصنعَ تابوتَ العَهد:
                "وَتَصْنَعُ كَرُوبَينِ مِن ذَهَبٍ، صَنْعَةَ خِراطَةٍ تَصنَعُهُما على طَرَفَيِ الغِطاء. فاصنَعْ كَرُوبًا واحدًا على الطَّرَفِ مِن هُنا، وكَرُوبًا آخَرَ على الطَّرَفِ مِن هُناك. مِنَ الغِطاءِ تَصنَعُونَ الكَرُوبَينِ على طَرَفَيه. وَيَكُونُ الكَرُوبانِ باسِطَينِ أَجْنِحَتَهُما إلى فَوق، مُظَلِّلَينِ بأجنِحَتِهِما على الغِطاء، ووَجْهاهُما كُلُّ واحدٍ إلى الآخَر. نحو الغِطاءِ يكونُ وَجها الكَرُوبَين."
                                                                        (خر18:25-20)
                                                        أنظُر أيضًا   (خر 7:37-9)
                                                                    و (1مل 23:6)
        فَإِذا قارَنّا بينَ النَّصَّين، استَنتَجنا أَنَّ اللهَ كان يُشِيرُ، في النَّصِّ الأَوَّل، إلى الأصنامِ الّتي كانت تُمَثِّلُ آلهةً وَثَنِيَّةً، آلهةً مِن صُنعِ النّاسِ، كانُوا يَعْبُدُونَها ويَسجُدُونَ أمامَها، وَيُبَخِّرُونَ وَيُرَنِّمُون، وَيَطْلُبُونَ مِنها أن تُحَقِّقَ لهم رَغَباتِهم. اللهُ يَنْهى عن عِبادةِ الأَصنام، سواءٌ مَثَّلَتْ إلهًا سَماوِيًّا (الشَّمس، الرَّعد، ...)؛ أو إلهًا أرضيًّا (العِجل، المِعزاة،...)؛ أو إلهًا مائيًّا مِن تحتِ الأرض (التِّنِّين، الحوت، ...). هذه الآلهةُ كُلُّها مِن صُنعِ الخَيال. اللهُ وحدَهُ هُوَ الإلهُ الحقيقيُّ، القديرُ، الخالق. تلكَ لا تنفعُ شيئًا، أمّا اللهُ فَبِيَدِهِ كُلُّ شيء، وهوَ القادِرُ على الاستِماعِ إلىتَضَرُّعاتِ النّاسِ، والإنعامِ عليهِم.
        أَمّا في النَّصِّ الثّاني، فاللهُ يأمرُ موسى النَّبِيَّ بأن يَنحتَ صورتَيْ مَلاكَين مِن الشّاروبيم، وَيُعطيه تَفاصيلَ دقيقةً حَولَ الوَضْعِيَّةِ الَّتي يَجِبُ عليه أن يَضَعَ فيها صُورَتَيِ المَلاكَين. وعلاوةً على ذلك، يُعَلِّقُ اللهُ أَهَمِّيَّةً كُبرى على هاتَينِ الصُّورَتَين، إلى حَدِّ أَنَّهُ يقول:
                "وَأنا أجتَمِعُ بِكَ هُناك، وَأَتَكَلَّمُ معَكَ مِن على الغِطاءِ مِن بينِ الكَرُوبَينِ اللَّذَينِ على تابُوتِ الشَّهادة".
                                                                                (خر22:25)
        هذا في العهدِ القديم، وقبلَ التَّجَسُّد. أمّا بعدَ أن تجسَّدَ ابنُ اللهِ وصار لَحْمًا، وعاشَ بيننا ورأيناهُ وسمِعناهُ ولَمَسَتْهُ أَيدِينا، فَحُقَّ لَنا أن نُصَوِّرَهُ. ولكنْ حَذارِ! فالأَيقونةُ لا تُمَثِّلُ المَسيحَ بِطَبيعَتِهِ البَشَرِيَّةِ وَحَسْب- فهذا ما قالَهُ الهَراطِقةُ مُحارِبُو الأيقونات- بَل صُورَةَ المَسيحِ الإلهِ- الإنسان.
        إِنَّ تَجَسُّدَ الكَلِمَةِ أَساسُ الأَيقونة؛ والأيقونةَ إقرارٌ بالتَّجَسُّدِ الإلهيّ. وقد أَوضَحَ يوحنّا الدِّمَشقِيّ:
                "إنَّ غيرَ المنظُورِ قد ظَهَرَ مَنظُورًا بِتَرَدِّيهِ الجَسَد، ولذلك أَخَذْنا نُصَوِّرُ مِثالَ الَّذي ظَهَر".
        والأَيقونةُ لا تَسعى إلى إظهارِ الشَّكلِ البَشَرِيّ كَما هُوَ بِجَمالِ تَقاطِيعِه وهيئَتِهِ الطَّبيعِيّة، بل بالحَرِيِّ تُمَثِّلُ جَسَدَ الإنسانِ المُنَوَّرَ وَالمُحَوَّلَ بالنِّعمةِ الإلهيّة. إنّها تُمَثِّلُ شخصًا إلهيًّا أو أُناسًا مُقَدَّسِين يشتركُونَ بالحياةِ الإلهيّة. مِن هُنا أنّنا لا نعتبرُ الأيقوناتِ مُجَرَّدَ زِينةٍ لِجُدرانِ الكنيسةِ أو البيت، بل مَكانَ تقديسٍ، ومَبْعثَ قُوَّةٍ سماويّةٍ صادرةٍ عن الشَّخصِ الإلهيِّ أو المُؤَلَّهِ المُصَوَّرِ عليها. وهذا ما يَحملُ المؤمن المُصَلِّي أمامَ الأيقونة على الشُّعُورِ بالنُّورِ الإلهيّ، وعلى اختِبارِ القداسةِ المعروضةِ نُصبَ عَينَيه.
        في الوقتِ نفسِه، الأيقونةُ إنجيلٌ مَقروءٌ بالعُيُون. فبإمكانِ غيرِ المُتَعَلِّمِينَ، أن يَقْرَأُوا حَوادِثَ الكتابِ المقدَّسِ كُلَّها على جُدرانِ كَنيسةٍ مَرسُومة، وأن يُصافِحُوا كُلَّ القِدِّيسِين. يقول القدّيس باسيليوس الكبير:
"إنّ ما يُبلِغُنا ايّاهُ النُّطقُ بواسطةِ حِسِّ السَّمْع، تُظْهِرُهُ الأيقونةُ بِكُلِّ جَلاءٍ بِصَمْتٍ بَليغ".
مَراحل صنع الأيقونة:
        يتبَيَّنُ لنا أنَّ الأيقونةَ ليست صُورةً عادِيَّةً، لذلك لها شُروطُها الخاصَّةُ المُختلفةُ عن شُرُوطِ الصُّورةِ العادِيَّة.
        فَيُشتَرَطُ بِصانِعِ الأيقونَةِ أن يَكُونَ تَقِيًّا، زاهِدًا في الدُّنيا، وأن يتهَيَّأَ لِعَمَلِهِ بالصَّلاةِ والصَّوم. كما يُشتَرَطُ فيه أن يكونَ مُلِمًّا بِمَبادئِ الدِّينِ وتعاليمِ الآباءِ القدِّيسِين. بِكلامٍ آخَر، أن يَجمَعَ في شَخصِهِ ثالوثَ البَراعةِ الفَنِّيَّةِ والمعرفَةِ اللاهوتيّةِ وفضيلةِ التَّقوى.
        بعدَ أن يتدرَّبَ على الرَّسمِ جَيِّدًا، وَيُصبحَ قادِرًا على مُمارَسَتِه، يَذهَبُ إلى الكاهن، فيتلو الكاهنُ عليه طروباريّةَ التَّجلّي مع إفشينٍ خاصّ، مُكَرٍّسًا ايّاهُ رَسّامًا للأيقونات.
        وَقبلَ أن يُباشِرَ بِرَسمِ أيَّةِ أيقونَة، عليهِ أن يَدرُسَ سِيرَةَ القدِّيسِ، أو تفاصيلَ الحَدَثِ المُرادِ رَسْمُهُ، ثُمَّ:
                + يأتي بِلَوحٍ مِنَ الخَشَبِ القطرانيّ (كالسَّرْوِ والصَّنَوبرِ والزَّيزَفُون)، عُمْرُهُ لا يقلُّ عن ستِّ سَنَوات، مِقدارُ سَماكَتِهِ سنتمترانِ أو ثلاثة.
                + يَطلي اللَّوحَ بِنَوعٍ من الجِبسِ الخاصّ لهذا الغَرَض، مُكَوَّنٍ مِنَ الكِلسِ الممزوجِ بالصُّمغ. وَيُكَرِّرُ الطِّلاء اثنَتَي عَشْرَةَ مَرَّةً. ثُمَّ، بعدَ أن يَجِفَّ تَمامًا، يَصْقُلُهُ إلى أن يُصْبِحَ أَمْلَسَ كَالزُّجاج.
                + يَرسُمُ الخُطُوطَ أوَّلاً، ثُمّ يَبدأُ بِدَهنِ الألوان. يَستعملُ خمسةَ ألوانٍ طبيعيّة، مُستَحضَرَةٍ من موادَّ معدِنِيَّةٍ طبيعِيَّةٍ، يمزُجُها بِصَفارِ البَيضِ لِتَقْوِيَتِها، أو بالعَسَلِ، أو بِعُصارَةِ التِّين.
                + يُغَطِّي الخَلْفِيَّةَ بِطَبَقَةٍ مِنَ وَرَقِ الذَهَب، رمزِ الجوهرِ الإلهيّ الأزليّ الّذي لا يتغَيَّر. ومزيجُ الألوانِ المذكورةِ، معَ الذَّهب، يُوحي للنّاظِرِ بِمَشهَدِ عالَمٍ رُوحانِيٍّ مُتَجَلْبِبٍ بالقَداسةِ والنِّعمة. يقول القدّيسُ سمعان اللاهوتيُّ الجديد:
                "إنَّ الذَّهَبَ الوَهّاجَ الصّافي، والأُرجُوانَ السّاطعَ الوَضّاء، وأشكالَ الأخضَرِ والأزرَقِ المُتَنَوِّعةَ الزّاهية، تَبدو كُلُّها لِعَينِ البَصِيرةِ أوَّلاً".
                + بعدَ أن يَفْرَغَ منَ الرَّسم، يَطلي الأيقونة بِزَيتٍ خاصٍّ، مِن شَأْنِهِ تَثْبِيتُ الألوان، لِحِمايَتِها مِن عَوادِي الزَّمَن.
ملاحظاتٌ هامّة:
        الأيقونةُ البيزنطيّةُ مُسَطَّحةٌ، لكي يبدوَ الجَسَدُ فيها بِلا عُمْقٍ وَلا وَزْنٍ، وكأنَّهُ مُحَلِّقٌ في الجَوّ. تُريدُ التَّأكيدَ على التَّجَسُّدِ، إِلاّ أَنّها تتَرَفَّعُ عَنِ اللّحم.
        لا تَرتَبطُ بِزَمانٍ ومكان (في أيقونةٍ واحدة عدّةُ أحداث).
        تَتَنَوَّعُ الثِّيابُ، والوجوهُ، بِتَنَوُّعِ سِيَرِ القدِّيسِين: فيوحنّا المعمدان يُرسَمُ بِجناحَين، لِتَشَبُّهِهِ بالملائكة وكَمالِ سِيرَتِه؛ والرُّسُلُ والمُبَشِّرونَ لهم حِذاءٌ خفيف أو هم حُفاة، لِكَثْرَةِ جَرْيِهِم؛ ورؤساءُ الكَهَنةِ يرتدون الثّوبَ الكهنوتيّ وَيُبارِكُونَ بِيَمِينِهم؛ والرُّهبانُ ذَوو وُجوهٍ رقيقةٍ وعِظامٍ نافرة وَثيابٍ رَثّة؛ والأطبّاءُ العادِمُو الفِضَّةِ بِيَدِهِم إناءٌ للعقاقير؛ ومريم العذراء لَها نُجومٌ ثلاثةٌ على جَبْهَتِها، أو على جَبْهَتِها وكَتِفَيها، رَمزُ بَتُولِيَّتِها قبلَ الوِلادة وفي الوِلادة وبعدَ الوِلادة. والعذراءُ نادرًا ما تُرسَمُ وحدَها، لأنَّها إمّا أن تحتضنَ مولودَها الإلهيّ، أو أن تقفَ تحتَ صليبِه منكَّسةَ الرّأس، أو أن تكون إلى جانبِهِ في موقفِ شفاعةٍ وتوَسُّلٍ مِن أجلِ العالَم.
        الشَّخصُ الّذي تُمَثِّلُهُ الأيقونةُ يجبُ أن يُكتَبَ اسمُهُ عليها. وحولَ رأسِ القدّيسِ هالةٌ ذَهَبِيّةٌ رمزُ تألُّهِه؛ وحولَ رأسِ المسيحِ هالةٌ مُصَلَّبَةٌ ضِمْنَها حروفٌ ثلاثةٌ باليونانيّة O WN أي "الكائن"؛ ولأيقوناتِ العذراءِ أسماءُ كثيرة تُضافُ إلى لقبِها "والدة الإله"، مثل: المُرضِعة، الوسيطة، السَّريعة المعونة، الشّافية، بواجب الاستئهال، القائدة...
        قد تختلفُ رَمزِيَّةُ اللَّونِ باختِلافِ قُوَّةِ حِدَّتِه. فالأزرقُ القاتمُ، مثلاً، يرمزُ إلى الظَّلامِ، والأزرقُ الصّافي يرمز إلى النّهار. واللَّونُ الذَّهبيُّ يرمز إلى الألوهة. واللَّونُ الأحمرُ يرمزُ إلى الحكمة الإلهيّة...
خاتمة:
        يُقالُ إنَّ الرُّوسَ هو أَكثرُ الشَّرقيِّينَ وَلَعًا بالأيقونات. فإذا أرادُوا إكرامَ ضَيفٍ أجلَسُوهُ تحتَ الأيقونات، لأنَّهُ مكانُ الشَّرَف.
        وأختم بكلامٍ للمطران جورج خضر، من كتاب "الأيقونة تاريخها وقداستُها":
                زاويةُ الأيقونات هِيَ المُصَلّى. وإذا قامت في كُلِّ غُرفة، فأنتَ تُسَلِّمُ عليها أوَّلاً إذا دَخَلْتَ... لَها إذا انطلَقْتَ إلى النَّومِ آخِرُ رُؤْيَةٍ، وعندَ السَّحَرِ إليها تَبتَكِر. فإذا اسْتَشْرَقْتَ بها، تَتَحَسَّسُ طَراوةَ الله، في ما سَما مِن فَنِّ الإنسانِ حتّى عَتَباتِ المَلَكوت".