عظة الأحد الخامس بعد العنصرة

♱ الأحد ٥ بعد العنصرة ♱ ♱ الأحد ٥ من متّى ♱ 

✤ الرِّسَالَةُ ✤
✤ فصل من رسالة القديس بولس الرّسول إلى أهل رومية : (رو ١٠: ١ – ١٠)
ما أعظمَ أعمالَك يا ربُّ كلَّها بحكمةٍ صنَعت
باركي يا نفسي الربَّ

يإ إخوةُ، إن بغيةَ قلبي وابتهالي إلى الله هما لأجلِ إسرائيلَ لخلاصِه، فإنّي أشهدُ لهم أنَّ فيهم غيرةً لله إلّا أنّها ليست عن معرفةٍ لأنّهم، إذ كانوا يجهَلون بِرَّ الله ويطلبون أن يُقيموا بِرَّ أنفسِهم، لم يخضَعوا لبرِّ الله، إنَّما غايةُ الناموس هي المسيحُ للبِرِّ لكلِّ من يؤمن. فإنَّ موسى يصِفُ البرَّ الذي من الناموسِ بأنَّ الإنسانَ الذي يعمل هذه الأشياءَ سيحيا فيها، أمَّا البرُّ الذي من الإيمان فهكذا يقولُ فيه: لا تقُل في قلبك من يصعدُ إلى السماءِ، أي ليُنْزِلَ المسيحَ أو مَن يهبط إلى الهاوية، أي ليُصعِدَ المسيحَ من بين الأموات. لكن ماذا يقول؟ إنَّ الكلمة قريبةٌ منك في فمِك وفي قلبك، أي كلمةَ الإيمان التي نبشّرُ نحن بها، لأنّك، إنِ اعترفتَ بفمِك بالربّ يسوع، وآمنتَ بقلبك أنَّ الله قد أقامهُ من بين الأموات، فإنّك تخلُص. لأنَّه بالقلبِ يؤمَن للبرّ وبالفم يُعترفُ للخلاص.

✤ الإنجيل ✤
✤ فصل شريف من بشارة القديس متّى (مت ٨: ٢٨ - ٣٤؛ ٩: ١).
في ذلك الزمان، لمَّا أتى يسوعُ إلى كورةِ الجُرْجُسِيّينَ استقْبَلَهُ مجنونانِ خارجانِ مِنَ القبْورِ شَرِسانِ جدًّا، حتّى إنَّهُ لم يكنْ أحدٌ يقدِرُ على أن يجتازَ من تلكَ الطريق. فصاحا قائلَيْنِ: ما لنا ولك يا يسوعُ ابنَ الله، أجئتَ إلى ههنا قبل الزمانِ لِتُعذِّبَنا؟ وكان بعيدًا منهم قطيعُ خنازيرَ كثيرةٍ ترعى، فأخذ الشياطينُ يطلبون إليه قائلينَ: إنْ كنتَ تُخرِجنا فَأْذَنْ لنا أن نذهَبَ إلى قطيعِ الخنازير. فقال لهم: اذهبوا. فخرجوا وذهبوا إلى قطيع الخنازير. فإذا بالقطيعِ كلّه قد وثبَ عَنِ الجُرْفِ إلى البحرِ ومات في المياه. أمَّا الرُّعاةُ فهربوا ومضَوا إلى المدينةِ وأخبروا بكلّ شيءٍ وبأمرِ المجنونَينِ، فخرجَتِ المدينةُ كلُّها للقاءِ يسوعَ. ولمَّا رأَوهُ طلبوا إليهِ أن يتحوَّلَ عن تُخومِهم، فدخل السفينةَ واجتازَ وأتى إلى مدينتهِ.