القيامة المجيدة

إفرَحي أيّتُها السَّماوات. هَلِّلي يا جَميعَ أقطارِ الأرض. ها يَومُ الفَرَحِ العظيمِ قد وافى. ها نُورُ القِيامَةِ قَد بَزَغَ مِن قَبرِ المُعطي الحياة. أينَ شوكتُكَ يا موت؟ أينَ غَلَبَتُكِ يا جحيم. لقد ارتَضى جابِلُنا أن يُنقِذَنا مِن بَراثِنِ المَوت، فجعلَ مِن نفسِهِ ذبيحةً خَلاصِيّةً على الصّليب، فكانَ طُعماً ابتَلعَهُ المَوتُ، فَنَشِبَ في جَوفِه؛ لأنَّه ظَنَّ أنَّهُ يَبتَلعُ إنساناً، إلاّ أنّهُ فُوجِئَ بإلٰه. لذلكَ قامَ المسيحُ فاتِكاً بالعَدُوِّ وَمُحَقِّقاً انتِصارَنا، وصائراً آدَمَ الثّاني، الّذي بِهِ تَمَّتْ إعادَةُ خَلْقِنا.
بِالقيامةِ طُوِيَت صفحةُ الخطيئةِ وَاستُهِلَّتْ صفحةُ النِّعمة. بالقيامةِ انقضَتْ سَلطَنَةُ الموتِ ودُشِّنَتْ مملكةُ الحياة. بالقيامةِ تلاشى الظَّلامُ وَتَفَجَّرَتْ يَنابِيعُ النُّور.
بالقيامةِ صِرنا شعباً جديداً.. صرنا كنيسةً هِيَ ظِلُّ المَلَكُوتِ السَّماوِيِّ على الأرض، وَبَدْؤُهُ وَعُربُونُه.
القيامةُ هِيَ فِصحُنا الشَّخصيُّ الّذي بِهِ تَتَجَدَّدُ طبيعتُنا القَديمةُ بِحَسَبِ بَهاءِ صُورةِ المسيح، على حَدِّ تعبيرِ القدّيس سمعان اللاّهوتي الحديث: "المسيحُ مَدفُونٌ فِينا كما في قَبْرٍ. إنَّهُ يُتْحِدُ ذاتَهُ بِذَواتِنا وَيُقِيمُها ثانِيَةً، وَيُنهِضُها بِذاتِه... لِذا فَإنَّ سِرَّ قِيامَةِ المسيحِ يَحدُثُ سِرّيّاً فِينا في كُلِّ الأوقات".