الكنيسةُ مجتمع التألُّه
أن يُصبِحَ اللهُ إنسانًا، فِكرةٌ لا يستوعبُها المَنطِقُ البَشَرِيُّ ولا يَقبَلُها. إنّها فكرةٌ سَبَّبَتْ لِليَهُودِ عَثَرَةً، فَصَلَبُوا المسيح، وَأَعيَتِ العقلَ اليونانيّ أيضًا إذْ لم يَستطِعْ أن يُطيقَ هذا الاتِّحادَ بين المحدودِ واللامحدود. أمّا نحنُ المسيحيّين، فنُؤمِنُ بِأنَّ اللهَ صارَ إنسانًا. لا بَل نُؤمِنُ بِأنّنا مَدعُوُّونَ لِنَصيرَ مِثلَ الله، في المسيح، بِفِعلِ الرُّوحِ القُدُس.
وانطِلاقًا مِن هذا الإيمان، ليستِ الكنيسةُ مؤسّسةً بَشَرِيّة، أو ديانةً مِنَ الديانات، إنّما هي مجتمعُ التّأَلُّه، على حَدِّ تعبيرِ القدّيس غريغوريوس بالاماس. هذا يَعني أنّنا نُؤَلِّفُ معًا جماعةَ الَّذِينَ يَبتَغُونَ أن يعيشوا في شَرِكَةٍ مَع الله.
الكنيسةُ هي مَلَكُوتُ السَّماواتِ بَينَنا، ولكنْ يَبقى علَينا أن نكتشفَهُ شخصيًّا بِمُساهمةِ حُرِّيَّتِنا الشّخصيّة.