أجسادُكُم هَياكِلُ الرُّوحِ القُدُس
- نحن هيكلُ الله، وعلينا أن نحافظَ على هذا الهيكل: "أَما تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيكَلُ الله وأنَّ رُوحَ اللهِ ساكِنٌ فِيكُم؟ مَنْ يُفْسِدْ هَيكَلَ الله يُفسِدْهُ الله. لأَنَّ هَيكَلَ الله مُقَدَّسٌ، وَهوَ أنتم." (1كور 16:3و17)
- هذه المحافظة تكون بالابتعاد عن الشّهوات النّجسة: "... لاَ تَضِلُّوا، فَإِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ لَنْ يَرِثَهُ الزُّنَاةُ وَلاَ عَابِدُو الأَصْنَامِ وَلاَ الفَاسِقُونَ وَلاَ المُتَخَنِّثُونَ وَلاَ مُضَاجِعُو الذُّكُورِ وَلاَ السَّرَّاقُونَ وَلاَ الطَّمَّاعُونَ وَلاَ السِّكِّيرُونَ وَلاَ الشَّتَّامُونَ وَلاَ الخاطِفُُونَ.(1كور 9:6-10)
"كُلُّ شَيْءٍ مُباحٌ لِي، وَلكِنْ لَيْسَ كُلُّ شَيْءٍ يُوافِق. كُلُّ شَيْءٍ مُباحٌ لِي، وَلكِنْ لا يَتَسَلَّطْ عَلَيَّ شَيء. إِنَّ الأطعِمَةَ لِلجَوفِ والجَوفَ لِلأطعمةِ، وسَيُبِيدُ اللهُ هذا وتِلكَ، أمّا الجَسَدُ فَلَيسَ لِلزِّنا بَلْ لِلرَّبِّ، والرَّبُّ لِلجَسَد. والله قد أقامَ الرَّبَّ وَسَيُقِيمُنا نحنُ أيضًا بِقُوَّتِه. أَلَسْتُم تَعلَمُونَ أنَّ أجسادَكُم هِيَ أعضاءُ المسيح؟ أَفَآخُذُ أعضاءَ المسيحِ وأجعَلُها أعضاءَ زانِيَةٍ؟ حاشا! أما تعلمونَ أنّ مَنِ اقتَرَنَ بِزانِيَةٍ يصيرُ معها جسداً واحداً، لأنّه قد قِيلَ يَصيرانِ كلاهما جسداً واحداً؛ أمّا الذي يقترنُ بالربِّ فيكونُ معه روحاً واحداً. أهربوا من الزّنا، فإنَّ كلَّ خطيئةٍ يفعلها الإنسانُ هي في خارج الجسد، أمّا الزّاني فإنّه يخطئ إلى جسده. أَم لستُم تعلمون أنّ أجسادَكم هي هيكلُ الرّوحِ القدسِ الذي فِيكُم الّذي نِلتُمُوهُ من الله، وأنَّكُم لستُم لأنفسِكُم. لأنّكم قد اشتُرِيتُم بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا الله في أجسادِكُم وفي أرواحِكُم الّتي هي لله." (1 كور 12:6-20)
- لي سُلطانٌ أَن أفعلَ ما أشاء، ولكن ليست كلُّ الأشياءِ تُوافقُني. فإذا فعلتُ الصّالحتِ أنتَفِعُ، وإذا فعلتُ السَّيِّئاتِ أتَضَرَّرُ. مثلاً، يحقُّ لي أن أتناولَ ما شئتُ مِنَ الأطعمة الّتي خلقَها اللهُ لهذه الغاية، ولكنْ لا يُوافقُني أن أتناوَلَها بدونِ تقديرٍ وبدونِ تمييز، لئلاّ أُصابَ بالضَّرر.
- يجبُ أن أحرصَ على ألاّ يتسلَّطَ عليَّ شيءٌ سيِّئٌ.. أن لا تستعبدَني الخطيئة.
- الأطعمةُ للجَوفِ، أي إنّها خُلِقَتْ لِتَغْذِيَةِ الجَوف، وسَتَفنى كَما سَيَفنى؛ أمّا الجَسَدُ فلَلِرَّبّ، أي إنّه ليس ملكًا للإنسانِ يتصرَّفُ به كيفَما شاء، إذ هو جزءٌ من كُلٍّ هو جسد المسيح، إذْ كُلُّنا أعضاءُ في جَسَدِ المسيحِ الواحد. وأيضًا الرَّبُّ لِلجَسَدِ، لأنَّهُ سَيُقِيمُه مَعَهُ في اليَومِ الأخير.
ï الأطعمة، كَونَها فانِيَةً، هِيَ تحتَ سُلطانِنا؛ أمّا أجسادُنا، كَونَها أعضاءَ أبديَّةً لِجَسَدِ يَسُوعَ المسيح، فَهِيَ ليستْ تحتَ سُلطانِنا.
- "حاشا" (Mhv gevnoito) = لا سَمَحَ الله. لا كانَ هذا
- لماذا الزّاني يَفصِلُ أعضاءَ المسيحِ ويَجعلُها أعضاءَ زانِيَةٍ، بينما الرّجلُ الّذي يتّحدُ مع امرأتِه لا يَفعلُ ذلك؟ لأنَّ الّذي يتّحدُ معَ امرأتِهِ إنّما يتّحدُ معَ عُضْوِهِ الخاصّ الّذي جمَعَهُ اللهُ إليه بواسطةِ الكنيسة. "إنَّ الزّواجَ مُكَرَّمٌ في كُلِّ شيءٍ... وأمّا الزُّناةُ والفُسّاقُ فَسَيَدِينُهُمُ الله" (عب 4:13). ثُمَّ إنَّ الزّواجَ الشَّرعِيَّ هُوَ على صُورَةِ اتّحادِ المسيحِ بالكنيسة (أف 31:5-32).
- إنَّ الإنسانَ، باتّحادِهِ معَ المسيحِ بالإيمانِ والفضيلة، يَصيرُ بِجُملتِهِ رُوحِيًّا وخاليًا مِن كُلِّ رأيٍ جَسَدِيٍّ، بحيثُ يَكونُ عقلُهُ وقلبُهُ وإرادتُهُ أيضًا روحيَّةً.
- هناك خطايا خارج الجسد (القَتل، السَّرِقة، الوِشاية، شهادة الزّور، التّجديف...)؛ أمّا الزّنا فهو داخلَ الجسد، لأنّه يُدَنِّسُه. كُلُّ الخطايا تُضِرُّ بالنَّفْسِ لا بالجَسَد، أمّا الزّنا فَيُضِرُّ بِالنّفسِ وبالجَسَدِ أيضًا. لذلك يُوصِينا الرَّسُولُ بِأن نَهرُبَ مِن الزّنا.
لِمَ كُلُّ هذا التّشديد؟ لأنَّ أجسادَنا هِيَ هَيكَلُ الرُّوحِ القُدُسِ الّذي فينا، الّذي نلناه من الله. إذًا، فخطيئتُنا مُزدَوِجة: مِن جِهَةٍ نُدَنِّسُ العطيّةَ، وَمِن جهةٍ أُخرى نُهِينُ المُعطي.
- "اشتُرِيتُم" = افتُدِيتُم. وقد أوضحَ الرَّسُولُ يوحنّا الحبيبُ بأَيِّ ثَمنٍ اشتَرانا المسيحُ، بِقَولِهِ: "لأنَّكَ ذُبِحْتَ واشتَرَيتَنا للهِ بِدَمِكَ" (رؤ 9:5)
ï بَدَلاً مِن أن نُهْمِلَ العَطِيَّةَ وَنَستَهتِرَ بالخالقِ العظيمِ والفادي الّذي أعطانا إيّاها، حَرِيٌّ بِنا أَنْ نُقَدِّرَها ونَعتنيَ بها؛ ثُمَّ نُقَدِّمَ له الشُّكرَ عليها، وَنُمَجِّدَهُ بأجسادِنا، أي مِن خلال الفضائلِ العمليّة (العفاف، الصّوم، الصَّدَقة...)، وبأرواحِنا (الإيمان القَوِيم، الرّجاء، المحبّة، والطّهارة مِن كُلِّ فِكرٍ خبيث، التّأمُّلاتِ السّامية...).