ويثمرون بالصبر : عظة إنجيل الأحد الثالث من لوقا 2020

♱ الأحد ١٨ بعد العنصرة ♱ ♱ الأحد ٣ من لوقا ♱ 
♱ أحد آباء المجمع المسكونيّ السّابع ♱

✤ الرِّسَالَةُ  ✤
✤ فصل من رسالة القديس بولس الرّسول إلى تِيطُس: (تي ٣: ٨ - ١٥).

مباركٌ أنت يا ربُّ  إلهَ آبائنا،
لأنَّكَ عدلٌ في كُلِّ ما صنعتَ بنا 

يا ولدي تيطُس، صادقةٌ هي الكَلِمة، وإيَّاها أُريدُ أن تقرِّرَ حتَّى يهتمَّ الذين آمنوا باللهِ في القيام بالأعمال الحسنة. فهذه هي الأعمالُ الحسنةُ والنافعة. أمّا المُباحَثاتُ الهذَيانيَّةُ والأنسابُ والخُصوُمَاتُ والمماحكاتُ الناموسيَّة فاجتنِبْها. فإنَّها غَيرُ نافعةٍ وباطلة. ورَجُلُ البِدعَةِ، بعدَ الإنذار مرَّةً وأُخرى، أعرِض عنهُ، عالِماً أنَّ مَن هو كذلك قدِ اعتَسفَ، وهُوَ في الخطيئةِ يَقضي بنفسهِ على نَفسِه. ومتَى أرسلتُ إليكَ أرتمِاسَ أو تِيخيكوسَ فبادِرْ أن تأتيني إلى نيكوبولِس لأنّي قد عزمتُ أن أُشتّيَ هناك. أمّا زيناسُ معلِّمُ الناموس وأبُلُّوسُ فاجتَهد في تشييعهما متأهِّبَين لئلّا يُعوِزَهما شيءٌ. وليتعلَّم ذوونا أن يقوموا بالأعمال الصالِحةِ للحاجاتِ الضَّروريَّة حتَّى لا يكونوا غيرَ مثمرين. يسلّمُ عليكَ جميعُ الذين معي. سَلِّمْ على الذين يُحبُّوننا في الإيمان. النّعمةُ معكم أجمعين. آمين.

✤ الإنجيل  ✤
✤ فصل شريف من بشارة القديس لوقا: (لو ٨: ٥ - ١٥).

قال الربُّ هذا المثَل: خرج الزارِعُ ليزرعَ زرعَهُ، وفيما هو يزرع سقط بعضٌ على الطريق فوُطِئَ وأكلَتْهُ طيورُ السماء، والبعضُ سقطَ على الصَّخر، فلمَّا نبت يَبِسَ لأنَّهُ لم تكنْ له رُطوبة، وبعضٌ سقط بين الشوك، فنبت الشوكُ معهُ فخنقهُ، وبعضٌ سقط في الأرضِ الصالحة، فلمّا نبت أثمر مئَةَ ضعفٍ، فسأله تلاميذهُ: ما عسى أنْ يكونَ هذا المثل؟ فقال: لكم قد أُعطيَ أنْ تعرِفوا أسرارَ ملكوت الله. وأمّا الباقون فبأمثالٍ لكي لا ينظروا وهم ناظِرونَ ولا يفهموا وهم سامعون. وهذا هو المثَل: الزرعُ هو كلمةُ الله، والذين على الطريق هم الذين يسمعون، ثمَّ يأتي إبليس وَيَنْزعَ الكلمةَ من قلوبهم لئلاَّ يؤمنوا فيخلُصوا، والذين على الصخر همُ الذين يسمعون الكلمةَ ويقبلونها بفرحٍ، ولكن ليس لهم أصلٌ وإنَّما يؤمِنون إلى حين وفي وقت التجربة يرتدُّون، والذي سقط في الشوك هم الذين يسمعون ثمَّ يذهبون فيختنِقون بهمومِ هذه الحياةِ وغناها ومَلذَّاتِها، فلا يأتون بثمرٍ. وأمَّا الذي سقط في الأرض الجيّدة فهم الذين يسمعون الكلمة فيحفظونها في قلب جيّدٍ صالحٍ ويُثمرون بالصبر. ولمّا قال هذا نادى: مَن لهُ أُذنان للسمع فليسمعْ.