تكفيك نعمتي: عظة الأحد ٦ (٥) من لوقا 2021
31 تشرين الأول 2021
♱ الأحد ١٩ بعد العنصرة ♱ ♱ الأحد ٦ (٥) من لوقا ♱
✤ الرِّسَالَةُ ✤
✤ فصل من رِسالةِ الْقِدِّيسِ بُولُسَ الرَّسُولِ الثَّانِيَةِ إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ: (٢كور ١١: ٣١ - ٣٣؛ ١٢: ١ - ٩).
إلى كلِ الأرضِ خرج صوُته
السماواتُ تُذيعُ مجدَ الله
يا إخوةُ، مَهما يَجترِئ فيهِ أحدٌ (أقولُ كجاهلٍ) فأنا أيضاً أجترِئُ فيهِ، أعبرانيُّونَ هم فأنا كذلك. (أإسرائيليون هم فأنا كذلك. أذريَّةُ ابراهيمَ هم فأنا كذلك. أخدَّامُ المسيح هم (أقول كمختلِّ العقل) فأنا أفضل. أنا في الأتعابِ أكثرُ، وفي الجَلْدِ فوقَ القياسِ، وفي السُّجونِ أكثر، وفي الموتِ مراراً. نالني من اليهودِ، خمسَ مراتٍ، أربعين جلدةً إلّا واحدةً. وضُربتُ بالعِصيِّ ثَلاثَ مرّاتٍ، ورُجمتُ مرّةً، وانكسرتْ بي السفينةُ ثلاثَ مرَّاتٍ، وقضيتُ ليلاً ونهاراً في العُمق. وكنتُ في الأسفارِ مرَّاتٍ كثيرةً، وفي أخطارِ السُّيول، وفي أخطارِ اللصوص، وفي أخطارٍ من جِنسي، وأخطارٍ من الأُممِ، وأخطارٍ في المدينة وأخطارٍ في البريَّة، وأخطارِ في البحرِ، وأخطارٍ بينَ الإخوةِ الكَذَبة. وفي التَّعب والكدِ والأسهارِ الكثيرة، والجوع والعطش والأصوامِ الكثيرة، والبردِ والعُري. وما عدا هذه التي هي من خارجٍ، ما يتفاقَمُ عليَّ كُلَّ يومٍ من تدبير الأمور ومنَ الاهتمام بجميع الكنائس. فمَن يَضعُفُ ولا أَضعُفُ أنا؟! أو من يُشكَّكُ ولا أحترِقُ أنا؟! إن كانَ لا بدَّ منَ الاِفتخارِ فإنّي أفتخرُ بما يَخُصُّ ضُعفي. وقد علمَ الله أبو ربِّنا يسوعَ المسيحَ المبارَكُ إلى الأبدِ أنّي لا أكذب. كانَ بدمشقَ الحاكمُ تحتَ إمرةِ الحارثِ يحرُسُ مدينةَ الدمشقيّينَ ليقبِضَ عليَّ، فدُلِّيتُ مِن كُوَّةٍ في زِنبيلٍ منَ السُّورِ ونَجوتُ مِن يدَيه. إنَّهُ لا يُوافقُني أن أفتخِرَ فآتيَ إلى رُؤى الربِّ وإعلاناتِه. إنّي أعرِفُ إنساناً في المسيح مُنذُ أربعَ عشْرَةَ سنةً -أفي الجسدِ لستُ أعلمُ، أمْ خارجَ الجسدِ لستُ أعلم. الله يعلم- أختُطِفَ إلى السماءِ الثالثة. وأعرِفُ أنَّ هذا الإنسانَ -أفي الجسَدِ أم خارجَ الجسدِ لستُ أعلم. الله يعلم- أختُطِفَ إلى الفردَوسِ، وسمعَ كلمات سرّيَّةً لا يَحِلُّ لإنسانٍ أن يَنطِقَ بها. فَمِن جِهِةِ هذا أفتخرُ، وأمّا مِن جهةِ نفسي فلا أفتخرُ إلّا بأوهاني. فإنّي لو أردتُ الاِفتخارَ لم أَكُنْ جاهلاً لأنّي أقولُ الحقَّ. لكنّي أتحاشى لئلّا يَظُنَّ بي أحدٌ فوق ما يَراني عليه أو يَسمَعُهُ مِنّي. ولئلاّ أستكبِرَ بِفَرْطِ الإعلاناتِ، أُعطيتُ شوكةً في الجسَد،ِ ملاكَ الشيطانِ ليَلطِمَني لئلاّ أستكبر. ولهذا طلبتُ إلى الربِ ثلاث مرّاتٍ أن تُفارقَني فقالَ لي تكفيك نِعمتي. لأنَّ قُوَّتي في الضُّعفِ تُكمَل. فبكُلِّ سُرورٍ أفتخرُ بالحِريِّ بأهاوني، لِتستقِرَّ فيّ قوَّةُ المسيح.
✤ الإنجيل ✤
✤ فصل شريف من بشارة القديس لوقا (لو ١٦: ١٩ - ٣١).
قال الربّ: كان إنسان غنيٌّ يلبس الأرجوان والبزَّ، ويتنعَّم كلَّ يوم تنعُّماً فاخراً. وكان مسكينٌ اسمُه لَعازَرُ مطروحاً عندَ بابِهِ مُصاباً بالقُروح، وكان يشتهي أن يشبع من الفُتاتِ الذي يسقط مِن مائدة الغنيّ، فكانت الكلاب تأتي وتلحس قُروحَه. ثُمّ مات المسكينُ فنقلَتْه الملائكةُ إلى حِضنِ إبراهيم، ومات الغنيّ أيضاً فدُفِن. فرفع عينيه في الجحيم، وهو في العذاب، فرأى إبراهيمَ مِن بعيدٍ ولَعازَرُ في حِضنه، فنادى قائلاً: يا أبتِ إبراهيمُ ارحمني، وأرسلْ لَعازرَ لِيَغمِسَ طَرَفَ إصبعه في الماء ويُبرِّدَ لِساني، لأنّي مُعذَّبٌ في هذا اللهيب.
فقال إبراهيم: تذكَّرْ يا ابني أنّكَ نِلتَ خيراتِكَ في حياتك، ولعازرُ كذلك بلاياه. والآن فهو يتعزّى وأنت تتعذَّب. وعلاوةً على هذا كلِّه فبيننا وبينكم هوَّة عظيمة قد أُثبتت، حتى أنَّ الذين يريدون أن يجتازوا من هنا إليكم لا يستطيعون، ولا الذين هناك أن يعبروا إلينا. فقال: أسألك إذن يا أبتِ أن ترسله إلى بيت أبي، فإنَّ لي خمسةَ إخوةٍ حتّى يشهد لهم لي فلا يأتوا هم أيضاً إلى موضع العذاب هذا. فقال له إبراهيم: إنَّ عندهم موسى والأنبياء فليسمعوا منهم. قال: لا يا أبتِ ابراهيم، بل إذا مضى إليهم واحدٌ من الأموات يتوبون. فقال له: إن لم يسمعوا من موسى والأنبياء فإنَّهم ولا إن قام واحد من الأموات يصدّقونه.