كلمة الحق أمضى من حدّ السيف: عظة الأحد 10 من متّى 2021

♱ الأحد ١٠ بعد العنصرة ♱♱ الأحد ١٠ من متّى ♱
♱ تذكار قطع رأس النّبيّ يوحنّا المعمدان ♱

✤ الرِّسَالَةُ ​✤
✤ فصل من أعمال الرسل القديسين الأطهار: (أع ١٣: ٢٥ - ٣٣).

يَفرحُ الصدّيقُ بالرَّبّ    استَمِعْ يا اللهُ لِصَوتي 

في تلك الأيّام، لمّا بلغَ يوحنّا قَضاءَ سَعيِه، طَفِقَ يقولُ: مَن تَحسَبون أنّي أنا؟ لستُ أنا إيّاه. ولكنْ هُوَذا يأتي بعدي مَن لا أَستحِقُّ أنْ أحُلَّ حِذاءَ قدَمَيه. أيُّها الرجالُ الإخوةُ بَنِي جِنسِ إبراهيمَ والذين يتّقُونَ اللهَ بينَكُم، إلَيكُم أُرسِلَتْ كَلِمةُ هذا الخلاص، لأنَّ الساكنِينَ في أورشليمَ ورؤساءَهم، مِن حيثُ أنّهم لم يَعرِفوهُ ولا أقوالَ الأنبياء التي تُتلى في كُلِّ سَبتٍ، أتَمُّوا بالقضاءِ عليهِ. ومع أنّهم لم يَجِدُوا عليهِ ولا علّةً للموت، طَلَبُوا مِن بِيلاطُسَ أن يُقتَل. ولمّا أتمُّوا كلَّ ما كُتبَ عنهُ أنزلُوهُ عَنِ الخَشَبةِ ووضعوهُ في قبرِ. لكنّ الله أقامَهُ مِن بينِ الأموات. وتراءَى أيّامًا كثيرةً لِلّذِينَ صَعِدوا معهُ من الجليل إلى أورشليمَ وهم شُهودٌ الآنَ عند الشعب. ونحن نبشِّرُكم بالموعِدِ الذي كان للآباءِ بأنّ الله قد أتّمهُ لنا نحنُ أولادَهم إذ أقامَ يسوع.

✤ الإنجيل ✤
✤ فصل شريف من بشارة القديس مَرْقُسَ: (مر ٦: ١٤ - ٣٠).

في ذلك الزمان سمِع هيرودس الملكُ بِخَبَرِ يسوعَ (لأنّ اسمَهُ كان قد اشتهر)، فقال إنّ يوحنّا المعمدانَ قد قام من بين الأموات. من أجل ذلك تُعمَلُ بهِ القوّات، وقال آخَرون إنّهُ إيليّا وآخَرون أنّهُ نبيٌّ أو كأحدِ الأنبياء. فلمّا سمع هيرودسُ قال إنّما هذا هو يوحنّا الذي قطعتُ أنا رأسَهُ، إنّهُ قد قام من بين الأموات. لأنّ هيرودسَ هذا نفسَهُ كان قد أرسلَ وأمسك يوحنا وأوثقَهُ في السجن من أجل هيروديّا امرأةِ أخيهِ فيلبُّسَ لأنّهُ كان قد تزوّجها. فكان يوحنّا يقول لهيرودسَ أنّهُ لا يحِلُّ لك أن تكون لك امرأةُ أخيك. فكانت هيروديّا حانِقةً عليهِ تُريدُ قتلَهُ فلم تستطع، لأنّ هيرودس كان يخاف من يوحنّا لِعلِمهِ بأنّهُ رجلٌ بارٌّ وقِدّيسٌ، وَيُحافِظُ عليهِ. وكان يصنعُ أمُورًا كثيرةً على حسبِ ما سمع منهُ، وكان يسمعَ منهُ بانبساطٍ. ولمّا كان يومٌ موافِقٌ وقد صنع هيرودس في مولدهِ عشاءً لعُظَمائهِ وقوّادِ الألوفِ وأعيانِ الجليل، دخلت ابنةُ هِيرُودِيّا هذه ورقصتْ فأعجبتْ هيرودسَ والمتّكئين معهُ. فقال الملكُ للصبيّةِ اطلُبي منّي مهما أردتِ فأُعطِيَكِ. وحَلَفَ لها أنْ مهما طلبْتِ منّي أُعطيكِ ولو نصفَ مملكتي. فخرجَت وقالت لِأُمِّها ماذا أطلب؟ قالت: رَأسَ يوحنّا المعمدان. ولِلوَقتِ دَخَلَتْ على الملكِ بِسُرعةٍ وطلبَتْ قائلةً: أُريدُ أنْ تُعطِيَني على الفَور رأسَ يوحنّا المعمدانِ في طَبَقٍ. فاستَحْوَذَ على الملكِ حُزنٌ شديد، ولكنّهُ مِن أجلِ اليمينِ والمتّكئينَ معَهُ لم يُرِدْ أنْ يَصُدّها. وَلِساعَتِه أَنْفَذَ سَيّافًا وأمر أنْ يُؤتى برأسهِ. فانطلق وقطع رأسَهُ في السجن وأتى برأسِه في طبقٍ وأعطاهُ للصبيّةِ والصبيّةُ أعطتهُ لأُمِها. وسَمِعَ تلاميذُه فجاءُوا ورفَعوا جُثّتَهُ ووضعوها في قبرٍ. واجتمَعَ الرُّسلُ إلى يسوعَ وأخبروهُ بِكُلِّ شيءٍ، كُلِّ ما عمِلوا وكلِّ ما عَلَّمُوا.