الشهوة الرديئة والشهوة الجيّدة

♱ الأحد ٢٦ بعد العنصرة ♱ ♱ الأحد ١٢ من لوقا ♱
♱ أحد الأجداد القدّيسين (١١ من لوقا) ♱

✤ فَصْلٌ مِنْ رِسَالَةِ الْقِدِّيسِ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ كُولُوسِّي: (كول ٣: ٤ - ١١)
ما أعظم أعمالَكَ يا ربُّ. كلَّها بحكمةٍ صنعت    
باركي يا نفسِي الربَّ

يا إخوةُ متى ظهرَ المسيحُ الذي هو حياتُنا فأنتم أيضًا تَظَهرون حينئذٍ معهُ في المجد. فأمِيتوا أعضاءَكم التي على الأرض: الزِنَى والنجاسةِ والهوى والشهوةَ الرديئةَ والطمعَ الذي هو عبادةُ وثَن، لأنَّهُ لأجلِ هذه يأتي غضبُ الله على أبناءِ العِصيان، وفي هذه أنتم أيضًا سلَكُتم حينًا إذ كنتمُ عائشينَ فيها. أمَّا الآن فأنتم أيضًا اطرَحوا الكُلَّ: الغضبَ والسُخْطَ والخُبثَ والتجديفَ والكلامَ القبيحَ من أفواهِكم. ولا يكذِبَنَّ بعضُكم بعضًا بل اخلَعوا الإنسانَ العتيقَ معَ أعمالِه، والبَسُوا الإنسانَ الجديد الذي يتجدَّدُ للمعرفةِ على صورةِ خالقِه، حيثُ ليس يونانيٌ ولا يهوديٌ، لا خِتانٌ ولا قَلَفٌ، لا بَربريٌّ ولا إسكِيثيٌّ، لا عبدٌ ولا حرٌ، بلِ المسيحُ هو كلُّ شيءٍ وفي الجميع.

✤ فصل شريف من بشارة القديس لُوقَا: (لو ١٤ : ١٦ - ٢٤)

قال الربُّ هذا المثل: إنسانٌ صنع عشاءً عظيمًا ودعا كثيرين، فأرسل عبدَهُ في ساعة العشاءِ يقول للمَدعوّين: تعالوا فإنَّ كلَّ شيءٍ قد أُعِدَّ. فطفِق كلُّهم واحدًا فواحدًا يستَعْفُون. فقال لهُ الأوَّلُ: قد اشتريتُ حقلاً ولا بدَّ لي أن أخرجَ وأنظرَهُ، فأسألُكَ أن تُعفِيَني. وقال الآخَرُ: قدِ اشتريتُ خمسةَ فدادينِ بقرٍ وأنا ماضٍ لأجَرِّبَها، فأسألُكَ أن تُعفِيَني. وقال الآخَر: قد تزوَّجتُ امرأةً فلذلك لا أستطيع أن أجيء. فأتى العبدُ وأخبرَ سيِّدَهُ بذلك، فحينئذٍ غضِبَ ربُّ البيتِ وقال لعبدِه: أخرُجْ سريعاً إلى شوارع المدينةِ وأزقَّتِها وأدخِلِ المساكينَ والجُدْعَ والعميانَ والعُرْجَ إلى ههنا. فقال العبدُ: يا سيّدُ، قد قُضي ما أمرتَ بهِ ويبقى أيضاً محلٌّ. فقال السيّد للعبد: أخرُج إلى الطُّرق والأسيْجَةِ واضطَرِرْهم إلى الدخول حتّى يمتلئَ بيتي. فإنّي أقولُ لكم إنَّه لا يذوقُ عشائي أحدٌ من أولئك الرجال المدعوّين، لأنَّ المدعُوّين كثيرون والمختارين قليلون.