تعالَوا لِنَسكَر

       العالَمُ مِن حولِكُمْ يملأ آذانَكم ضجيجاً، وَيَعزِفُ على أعصابِكُمْ معزوفاتِ العَربدةِ والإجرامِ والفَوضى. فماذا أنتم فاعلون؟ وما السّبيلُ إلى النّجاةِ مِن هذه الهجمة الشَّرسة؟ كيف تحفظونَ أذهانَكم سالمةً من التَّشتُّتِ ومن الشَّكّ؟        أقولُ لكم: تعالَوا لِنَسكَرَ، لا بالخمرةِ "الّتي فيها الدَّعارةُ، بل امتلئوا بالرُّوحِ، مُكَلّ...

حَربُنا ضِدَّ الشَّيطان

       الإنسانُ في هذا العالَم كَمَنْ يَعيشُ في بَلَدٍ مَوبُوء. إنْ لم يتَّخِذِ الاحتياطاتِ اللازمة واللقاحاتِ الضّروريّة، لا يستطيعُ أن يحميَ نفسَهُ من الوَباء، وتاليًا، يخسرُ حياتَه.        والوَباءُ هُوَ الخطيئةُ الّتي يُناوِرُنا بها الشَّيطانُ، ناصِبًا أَشراكَهُ عَنِ اليَمِينِ وَعَنِ اليَسار، وَفي كُلِّ دُرُوبِنا وَمَسالِكِنا. ويَكفيه أنْ ن...

حول الأوزان

       ما أَكْثَرَ ما نَقَعُ في كُتُبِنا الطَّقسيّة على كلمة "وزن" مقرونةً بعبارةٍ أعجميّة، مثل "وزن أوس جانيون" أو "وزن شيريس أسكيتيكون" أو "أولين أبو ثاميني"؛ أو مقرونةً بعبارةٍ عربيّة تُشيرُ إلى اسمِ ترتيلةٍ مجهولة، مثل "وزن يا مُزَيِّن السّماء" أو "وزن إسمعي أيّتها النّسوة"! فما مَفادُ كلمة "وزن" في...

حول صلاة الخَتَن

       إبتداءً من عشيّةِ أحد الشّعانين وحتّى عشيّة الثّلاثاء العظيمِ المقدَّس، تَلحَظُ الكنيسةُ الأرثوذكسيّةُ خدمةً خاصّةً تُعرَفُ بِخدمةِ الخَتَن، حيثُ نُنشِدُ، في كُلٍّ مِن العشيّاتِ الثّلاث صلاةَ السَّحَرِ الّتي لِليَومِ التّالي. وتأتي الفكرةُ مِن مَثَلِ العذارى العَشْرِ الّذي يتكلّمُ فيه المسيحُ عن عُرسٍ رُوحِيٍّ يأتي فيه الخَتَنُ (العريسُ) في نصفِ الليل، وتكونُ بعض...

شجاعةُ المحبّة

       لَيسَ في الدُّنيا دافِعٌ للشَّجاعةِ أَقوى مِنَ المحبّة. المحبّةُ الحقيقيّةُ تدفعُ صاحبَها إلى العطاءِ بِلا حسابٍ وَبِلا حُدود، حَتّى المَوت. تجعلُ صاحبَها يَخافُ على مَن يُحِبُّ أكثرَ مِن خَوفِهِ على نفسِه. بهذا المعنى، المحبّةُ الحقيقيَّةُ تصنعُ المعجزات. تجعلُ الإنسانَ يُقدِمُ على أُمُورٍ لم يَكُنْ لِيُقدِمَ عليها في الأحوالِ العاديّة.      ...

عَطَشِي إلَيك

      أنا في الأرضِ غَريبٌ، أَجُولُ فِيها طَرِبًا لِوَقْعِ خُطُواتي، مُتَوَهِّـمًا أَنَّ بَيني وَبَينَها مِيثاقَ مَعرفةٍ، أَو أَنَّني أُسَجِّلُ على أَدِيـمِها شيئًا مِن ذاكرة... فَإذا بِـها تَنبُذُني وَتَـجهَلُني، وَتُقابِلُ إقبالي بِإدبارٍ وَبُرُودة.       يَبسِمُ لِيَ الـحَظُّ، فَأُحرِزُ شَيئًا مِنْ مالٍ أو مُـمتَلَكاتٍ، وَأُنَصِّبُ نَفسي سَيِّدًا عَل...

عيد العنصرة

       عيدُ العنصرة هُوَ آخِرُ أعيادِ التّدبيرِ الإلهيّ. غايَةُ التجَسُّدِ الإلهيِّ قد بَلَغَتْ ذُرْوَتَها يومَ الخمسين. ما بُدِئَ بِهِ في بيتَ لحمَ كَمَلَ في العِلِّيَّةِ. لقد وُلِدَ المسيحُ في بيتَ لحمَ لِتُولَدَ الكنيسةُ في العِلِّيَّة. خُلِقَ الإنسانُ أوَّلاً في اليومِ السّادس، وتجدَّدَ خَلْقُهُ بِتَجَسُّدِ الكلمة، وَأُتِمَّ خَلْقُهُ بالرُّوحِ القُدُسِ يومَ العنصرة...

عَيشٌ لا كَلام

       الأرضُ تَظمأُ إلى المَطَر، يَنزِلُ عليها مِنَ السَّماءِ غَيثًا مُنعِشًا؛ وكذلكَ النَّفْسُ تَظمأُ إلى كلمةِ الله، تَتَنَزَّلُ عليها مِن فَوق، غَيثًا يُلَطِّفُ صَلابَتَها، وَيَغسِلُ كَآبَتَها، وَيُنْعِشُ بِذارَ الرُّوحِ القُدُسِ فيها، فَيَنبُتُ وَيَعلو.        لَو كانَ الإنسانُ تُرابًا وَحَسْبُ، لَكَفاهُ التُّرابُ غِذاءً، وَلأَنْعَشَهُ وَأ...

قَساوَةُ القَلب

       مِنْ أَصْعَبِ الأُمُور، أَنْ تُخاطِبَ شَخصًا، وَيَسْمَعَكَ، وَيَسْأَلَكَ، وَيُحادِثَك، وَهو يُضْمِرُ في ذاتِهِ عَدَمَ الاقتِناعِ بِكَلِمَةٍ مِمّا تَقُول.        أَلاّ تَكُونَ قَناعَتُهُ كَقَناعَتِك أَمرٌ عادِيٌّ ومَقبولٌ جِدًّا. ولكنْ، أَنْ يُضْمِرَ في ذاتِهِ مُسْبَقًا أَنَّكَ على خَطَأ، فهذا يُعَطِّلُ عندَهُ عمليَّةَ الاستِماع، وَيَجعَل...

قِطارُ الزَّمَن

       يَجري قِطارُ الزَّمَنِ بِلا تَوقّف، وَدونما حاجةٍ إلى محطّاتٍ لِلاستراحة أو التزوّد بالوقود. يتقدّم بصورةٍ مستمرّةٍ وبسرعةٍ ثابتة، لا يؤثّرُ فيها تَعاقُبُ الحضاراتِ ولا سُقوطُ المَمالِكِ أو قِيامُها. تَشِيبُ الجبالُ وَتهرَمُ البِحارُ، وتَتَغَيّرُ مَعالِمُ الأرضِ مِن جرّاء الزّلازل والفيضاناتِ والأعاصير، ولا يتغَيّرُ لَونُ القطارِ، ولا تَهمدُ حركَتُه، ولا تتناقص طاقتُه...

عرض النتائج 31-40 (من 40)
 |<  <  1 - 2 - 3 - 4 >  >|