الدّينونة للّه

        الله، سُبحانَهُ، هو الدّيّان. وحدَهُ يحقُّ له أن يحاسبَ الإنسانَ ويدينَهُ، فَيُثِيبَهُ على الصّالحاتِ وَيُعاقِبَهُ على السَّيِّئات.         هذهِ فكرةٌ معروفةٌ، وَمِنَ السَّهلِ الإقرارُ بِها. إلاّ أنّ تطبيقَها في سُلُوكِنا اليَوميّ ليسَ بالسُّهولةِ نفسِها. لا بل إنَّ المرءَ ينزَلِقُ في مُخالَفَتِها عن غيرِ وَعيٍ مِنه.   ...

الشُّغْلُ الشّاغِل

        لقد كانَ هَمُّ الرَّبِّ، عندَما أتى إلى عالَمِنا السّاقِط، أن يُخَلِّصَنا، مُصالحًا ايّانا مَعَ الآب. لذلك لم يَكُنْ لَهُ مَوضِعٌ يَسنُدُ إليهِ رَأسَه، ولذلكَ تحمَّلَ الاضطهادَ والتّعييرَ والعَذاب. ولو كان هَمُّهُ إحرازَ مَجدٍ ما، لَكانَ سَعى إلى الاستقرارِ، وتجنَّبَ كُلَّ ما يُكَدِّر.         وَلَقد كانَ هَمُّ تَلاميذِ الرَّب...

الشَّوْتْفِه

       عندما يُرِيدُ المؤمنُ أن يَطلُبَ مِنَ الكاهِنِ أن يذكرَ لَهُ بعضَ أحيائِهِ أو بعضَ أمواتِه، يأتي بما اصطُلِحَ على تسمِيَتِه بـ "قدّاس قربان"، وهو، عادةً، مجموعةٌ من خمس قربانات. وهذه التّقدمةُ هِيَ رَمزُ تقديمِ المؤمنِ للرَّبِّ كُلَّ أتعابِهِ وكُلَّ إنتاجِه، وتاليًا، كُلَّ حياتِه، راجيًا منه أن يتقبَّلَها ويباركَها، وأن يَذكُرَهُ وَيَذكُرَ أحبّاءَهُ الأحياءَ...

الصلاةُ من خلال الترتيل

سأطرحُ أمامَكُم ثلاثةَ تساؤلات، وأحاولُ الإجابةَ عنها بإيجاز: 1) هل نصلّي ونحن نرتّل؟ 2) هل الأنغامُ الموسيقيّةُ التي تغلّفُ النصوصَ الصلاتيّةَ عنصرٌ مُساعدٌ للصّلاةِ أم مُعرقِلٌ لها؟ 3) ما التأثير الذي تُحدِثُهُ الصلواتُ المرتَّلةُ في نفوسِ المؤمنين؟1) أوّلُ جوابٍ عن السّؤالِ الأوّل (هل نصلّي ونحن نرتّل؟): المطلوبُ أن نُصَلّي، ولكنّنا نَفشَلُ في ضَبطِ أنفسِنا في أجواءِ الصّلاة، سواءٌ كنّا مرت...

الطّعام المفيد

       عندما يشعرُ الإنسانُ بالجُوع، يَرغَبُ في تَناوُلِ الطَّعامِ لكي يَسُدَّ جُوعَه. وكذلكَ عندَما يَشتَمُّ رائحةَ طعامٍ شَهِيٍّ، فإنَّهُ يرغبُ في تناوُلِ الطّعامِ، لا سَدًّا لِجُوعٍ، بَلْ إشباعًا لِشَهوة.        فالطَّعامُ إذًا لَهُ وَظيفتان: التَّغذية والإرضاء.        على ضوءِ هذه الفكرة، إذا تأمَّلْنا بِقَولِ...

العَرّاب... كيف نختارُه؟!

       العَرّابُ هُوَ الكَفِيلُ الّذي يُقَدِّمُ المَعمُودَ إلى الكَنيسَةِ، وَيَتَعَهَّدُ أمامَها بِرِعايَتِهِ والإشرافِ على تَنشِئَتِهِ على الإيمانِ المستقيم. - فالوالِدُ والوالِدَةُ هُما مَسؤُولانِ عَنِ الطِّفْلِ تَنشِئَةً ورِعايَةً، إِلاّ أَنَّ الكَنِيسَةَ فَضَّلَتْ، مُنْذُ البِدايَةِ، أَلاّ تَكْتَفِيَ بِهِما كَمَسْؤُولَينِ عَنْ إِيمانِهِ، رُغْمَ ثِقَتِها بِدَوْرِهِما...

القديمُ والجديد

       يُريدُ الله أن يُجَدِّدَنا باستمرار. وكأنّهُ في كُلِّ مَرَّةٍ يُعِيدُ خَلْقَنا مِن جديد، أو بالأحرى، يُعطينا فُرصةً جديدةً للحياة. مِن الدّورةِ اليوميّةِ للحياةِ نتعلّمُ ذلك، مِن تواتُرِ الليلِ والنّهار. أَلَيستِ الشّمسُ الّتي نراها كُلَّ يومٍ، إيذانًا بِبَدْءٍ جديدٍ للحياة؟ أَلَيسَ استِيقاظُنا صَباحِ كُلِّ يومٍ نِعمةً جديدةً، وانطلاقةً جديدة؟     ...

القَرابينُ المَقبولة

       لَقَدْ أَعطى اللهُ الإنسانَ نِعمةَ الحياة، وَكَلَّلَهُ بِالمَجدِ وَالكرامة، وَسَلَّطَهُ على أعمالِ يَدَيه، ثُمَّ لَمّا سَقَطَ لَم يُعْرِضْ عنه، بل أعطاهُ ابْنَهُ الوَحيدَ مُخَلِّصًا. مُنذُ البَدءِ عَرَفَ الإنسانُ اللهَ مِعطاءً كَثيرَ الخَيرات، فَشَعَرَ بِرغبةٍ في التّعبيرِ عن امتنانِه، فَراحَ يُقَدِّمُ القرابينَ المُتنوِّعة: العُجُولَ وَالكِباشَ وَالتُّيُوسَ وَالأ...

القيامة المجيدة

إفرَحي أيّتُها السَّماوات. هَلِّلي يا جَميعَ أقطارِ الأرض. ها يَومُ الفَرَحِ العظيمِ قد وافى. ها نُورُ القِيامَةِ قَد بَزَغَ مِن قَبرِ المُعطي الحياة. أينَ شوكتُكَ يا موت؟ أينَ غَلَبَتُكِ يا جحيم. لقد ارتَضى جابِلُنا أن يُنقِذَنا مِن بَراثِنِ المَوت، فجعلَ مِن نفسِهِ ذبيحةً خَلاصِيّةً على الصّليب، فكانَ طُعماً ابتَلعَهُ المَوتُ، فَنَشِبَ في جَوفِه؛ لأنَّه ظَنَّ أنَّهُ يَبتَلعُ إنساناً، إلاّ أن...

الكنيسةُ مجتمع التألُّه

      أن يُصبِحَ اللهُ إنسانًا، فِكرةٌ لا يستوعبُها المَنطِقُ البَشَرِيُّ ولا يَقبَلُها. إنّها فكرةٌ سَبَّبَتْ لِليَهُودِ عَثَرَةً، فَصَلَبُوا المسيح، وَأَعيَتِ العقلَ اليونانيّ أيضًا إذْ لم يَستطِعْ أن يُطيقَ هذا الاتِّحادَ بين المحدودِ واللامحدود. أمّا نحنُ المسيحيّين، فنُؤمِنُ بِأنَّ اللهَ صارَ إنسانًا. لا بَل نُؤمِنُ بِأنّنا مَدعُوُّونَ لِنَصيرَ مِثلَ الله، في المسيح، بِفِعلِ...

عرض النتائج 11-20 (من 40)
 |<  <  1 - 2 - 3 - 4  >  >|